وكسوتني من حر شعرك ملبسا قد كان غير عواتقي أولى به

فأجبت عنه على الروي وربما كنت المقصر في اعتراض جوابه

أسدل علي بستر فضلك واصلا فالشعر مما لا أطوف ببابه

وأبو المطرف القائل في غلام وسيم رأى بيده عصفورا:

يا حامل الطائر الغريد يعشقه تهنا العصافير ان فازت بقرباكا

تمسي وتصبح مشغوفا بعجمتها في غفلة عن دم أجرته عيناكا

إذا رأتك تغنت كلها طربا حتى كأن طيور الجو تهواكا

يا ليتني الطير في كفيك مطمعه وشربه حين يظما من ثناياكا

وله من رقعة خاطب بها الوزير الكاتب أبا محمد بن عبد البر: لما أصبحت - أعزك الله - في صناعة البلاغة إماما، ولأشتات الفضائل نظاما، لم تتهمم في وداد تدعيه، واعتلاق تبتغيه، من سمت به إليك همم، أو تقدمت له فيها قدم، لأنك المنتهى الذي إليه يجرى، وتبتغى لديه الزلفى، ويتوصل به إلى العليا، وأنا ممن يتشيع فيك تشرعا، ويحبك طبعا لا تطبعا، واستنزل في الجمع بك الأقدار، وأستخدم في التعلق بأسنانك الليل والنهار، لتلحقه بالعتاق السوابق، وتلقي عليه شعاعك فيشرق في المغارب والمشارق. ولما سنى الأمل لالقاء، واتصلت النفس بذلك الفضل والعلاء، جاشت بالحمد الخواطر، وهاجت بأسرارها الضمائر، لتستكشف من الثناء، تحقق النفس بالولاء، وتكون على ثقة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015