استبطأت من طول مولاي وفضله، ولكن ليس للمرء من عمل، في قوله عز وجل {خلق الإنسان من عجل} (الأنبياء: 37) ولئن تسرعت وعجلت، فعلى فضل أتاه مولاي عجلت، وعليه عولت واتكلت، ولولا ثقتي بالرأي الجميل، والمعتقد الكريم النبيل، لوقفت عند قدري، وما تعديت طوري، حتى يكون هو - أيده الله - السابق إلى ما يغني عن إنشاده:
وفي النفس حاجات وفيك فطانة ... سكوتي بيان عندها وخطاب * *
ومثلك من كان الوسيط فؤاده ... فكلمه عني ولم أتكلم ومن رسائله في التعازي
فصل له من رقعة: من أي الثنايا - أيدك الله - طلعت علي النوائب، وأي حمى رتعت فيه المصائب، فواها لحشاشة الفضل أرصدها الردى غوائله، وبقية الكرم جر عليها الدهر كلاكله، وواحسرتا للجة المواهب كيف سجرت، ولشمس المعالي كيف كورت، ويا لهفا على هضبة الحلم كيف زلزلت، وحدة الذكاء والفهم كيف [84 أ] فللت، فإنا لله [وإنا إليه راجعون] أخذا بوصاياه، وتسليما لأقداره وقضاياه.