فهو ممن يقوم الأعداد، في مواطن الجهاد، ومواقف الجلاد، والله على ذلك مؤيدك، وهو بمنه مسددك.

وله فصل من أخرى: توهم الشيخ - أبي، شاكرك - أن الأدب شيء يشرف حامله، ويكسب الجاه ناقله، فأراد أن يستعين على ما رغب، وليس عنده أنه مع الخطوب خطب، ومع الزمان على منتحليه ألب، ولا في عمله أن الأيام لا تمكنني من دفع مضرة عن ذراي، فكيف عن جلب منفعة لسواي، ولا في حسابه أن من كانت سعوده موليه، ونحوسه مستعلية، فبعض خاذليه في النصرة اليد، وأول مسلميه عند الحاجة العضد، وقد سمع - أعزك الله - أن لي نصيبا من ودك، فألح علي في قصدك، لأرغب له وأسأل، وقد عزمت أن أفعل، لكن رأيت الرقعة بالسؤال أسمح، والقلم في الرغبة أفصح وأنجح، فلذلك جعلت الخطاب عوضا، وتركت من القصد مفترضا.

وله من أخرى: غير ذاهب عنك - أيدك الله - ما في جبلة الإنسان، من الحنين إلى الأوطان، وأنه لا يفارقها في أكثر الأحيان، إلا باضطرار، ولا يخرج عنها إلا غير مختار، ومهما طال اغترابه، وكثر في البلاد اضطرابه، ولها عنه باسعاد من الزمان، وتسلى بضروب من السلوان، فلا بد للنفوس من اشتياق إليها وتولع، ونزوع نحوها وتطلع، وقد أشار إلى العلة في ذلك المتقدمون والمحدثون، وأوضحها بعد المولدون، وعبروا عنها بغير ما عبارة حتى اتضح وضوح النهار معناها، وانتهت منها الأقوال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015