والنفس إلى من أحسن اليها أنزع، والأمل في من وصل أطمع؛ وقد كان فلان قصد تلك الحضرة - دام جمالها بك - فأوسعت مطالبه قضاء، وكنت له قليبا ورشاء، حتى انصرف بفوائد وفرها اهتبالك، وأثمرها جاهك ومالك. وكما انتجع بعدها مراعي أذكرته السعدان، أو ورد موارد أصدرته غير ريان، ولما أضل الكرم رجع إلى حيث ينشد، وعاود من يعتقد، والعود أحمد، وأنا أرغب أن يكون له في فضلك معاد، ومن طولك ازدياد.

وفي فصل من أخرى: أعاذ الله عمادي من المحن والنوائب، ولا أعدمه إسداء المنن والمواهب، فقد عقد الله على الخير سريرتك، وصحح في ابتغاء الأجر بصيرتك، فما تدعى إلى حسنة إلا وأنت سابق اليها، وموف [83 أ] بسعدك عليها. وموصل كتابي رجل من الثغر ووجوه الأطراف، امتحنته الأيام في النعم، أوان الشيخ والهرم، وابتلته بذل الأسر، وطول الشقاء في دار الكفر، وبحسب حاله في الثروة، ومكانه من النجدة، اشتط عليه، وأخذ منه في الفداء جميع ما في يديه، وارتهن أولاده في بقايا بقيت عليه، وأنت بفضلك تحملها في مالك، ولا يضيق عنها حالك، حتى تفوز وحدك بأجرها، ولا يسهم لغيرك في ذخرها، وتنفرد بجمال الذكر في خبره، وتتلافى ما اختل من أمره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015