وفي فصل من أخرى: للصنائع - أعزك الله - عوائد من الحمد، تطيل بناء المجد، ومثلك انتهى في إسلافها منتهى الجاهد، ونافس فيها بالطارف والتالد؛ والأديب أبو فلان ممن تزكو لديه، ويتظاهر جمالها عليه، بما له من المحاسن التي تؤلف منثور المفاخر، وتنظم أشتات المآثر، ثم بالأدب الذي يمتع بالاجتناء زهره، والفهم الذي يتطاير عند الاقتداح شرره، إلى ما يرجع إليه من عفة طعمته، وعلو همته، وتحل بأجمل المذاهب، وتتنزه عن دني المكاسب، وأنت بسروك ترى صلة مثله ذماما، ووضع العارفة عنده اغتناما.

وفي فصل من أخرى في مثله: مكاتبتك - أعزك الله - في البر بمن يرد، والمكارمة لمن يطرأ عليك ويفد، كمن يستمطر السحاب وقد أخضلته، ويستعجل الرياح وقد استقبلته، ولكنها سنن وعوائد، تفعل وإن لم تستجلب بها زوائد وفوائد؛ وفلان ممن علمت فضله وأصالته، ويقظته وجزالته، ولطفه وحلاوته، وما الظفر بقربه إلا فرصة تغتنم، ولا المشاركة لأمثاله إلا فضيلة تلتزم، لأنه بالشكر رحب الذراع، وفي بسط الثناء طويل الباع، وحسبي أن أشير وأنت تكتفي بالإيماء، فتوفي في مكارمته على الأمل والرجاء.

وفي فصل من أخرى: حيث الكلأ يرتع، وأمكنة الخصب تنتجع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015