جفوة، إلا أن معينها قد جف [وقطينها قد خف] ، فلا توجد للسباء، ولو بحشاشة الحوباء، فصلني منها بما يوازي قدري، ويقوم له شكري، فإن قدرك أرفع من أن تقضي حقه زاخرات البحار، ولو [81 أ] سالت بذوب النضار، لا بصافية العقار.

وله من أخرى في الاستدعاء: يا سيدي ومن أبقاه الله قشيبة أثواب عزه، محمية ساحات حرزه، يومنا يوم تجهم محياه، ودمعت عيناه، وبرقعت شمسه الغيوم، ونثرت صباه لؤلؤها المنظزم، وملأ الخافقين دخان دجنة، وطبق بساط الأرض هملان جفنه، فأعرضنا عنه إلى مجلس وجهه كالصباح المسفر، وجلبابه كالرداء المحبر، وحليه يشرق في ترائبه، ونده يتضوع من جوانبه، وطلائع أنواره تتمرمر، وكواكب أكواسه تزهر، وأبارقه تركع وتسجد، وأوتاره تنشد وتغرد، وبدوره تستحث أنجمها محيية، وتقبل أنملها مفدية، وسائر نغماتها، خذ وهاتها، وأقصى أملنا، ومنتهى جذلنا، أن تحث خطاك، حتى يلوح سناك، ونشتفي بمرآك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015