وله من أخرى في مثله: طلع علينا هذا اليوم فكاد يمطر من الغضارة صحوه، ويعشى من الإنارة جوه، ويحيي الرميم اعتداله، ويصبي الحليم حسنه وجماله، فلفتنا زهرته، ونظمتنا بهجته، في روضة خلعت عليها السماء سبائبها، ونثرت علينا كواكبها، ووفد عليه النعمان بشقيقه، واحتل فيه الهند بخلوقه، وبكر إليه بابل برحيقه، فالجمال يشخص لحسنه طرفه، والنسيم يهز لأنفاسه عطفه، وتمنينا - أعزك الله - أن يتبلج صبحك من خلال فروجه، وتحل شمسك في منازل بروجه، فإن رأيت أن تطلع علينا الأنس بطلوعك، وتهدي الفرح بوقوعك، فلن تعدم نورا يحكي شمالك طيبا وبهجة، وراحا تخال خلالك صفاء ورقة، وألحانا تثير أشجان الصب، وتبعث أطراب القلب، وندامى ترتاح لهم الشمول، وتتعطر بأرجهم القبول، ويحسد الضحى عليهم الأصيل، ويقصر بمجالستهم الليل الطويل.
وله من رقعة: ورد كتابك مشتملا على أنفس كلام راق في نظامه، وأحسن زهر تطلع من كمامه، فأبتهج النفس برائع البيان، وملك الطرف بباهر الحسن والإحسان، لا عدمتك تهدي نوادر وفوائد، ومعجزا في مصادر وموارد، ويعلم الله استيحائي من بعدك، وإشفاقي من فقدك، ولكن هذه الأيام لا تسمح بمرغوب، ولا تجري إلى إثبات