ويشرحها، ويجلوها ويوضحها، فاني كتبت على عجل، وعلى غير مهل، وفي وقت لم أتمكن من بسط المقال، والجري فيه على عادة الاسترسال، فلا تجر بهذا ولا تقارض عنه، وتفرغ للجواب، وأطل في الخطاب، واشرح كل ما جرى بعدي من خبر، وتجدد من أثر، وحدث من عجب، ووقع من نادر ومستغرب.
وفي فصل من أخرى: وصلت التحفة المرغوبة، والملاطفة المحبوبة، فكانت أحلى موقعا، وأسنى موضعا، من التحف ذات القيم، و [الملاطفات] المعدودة أحلى القسم، وارتاحت إليها النفس، وحضر بها قبل وقته الأنس، وكادت تتمشى نحوها الكأس، وسأجدد لك بها ذكرى، وأشرب بها على ودك ملأى، وأديرها على الصحب، وأتساوى في قسمتها مع الشرب، فهذا من حق فضلها، وبعض ما لك في إهداء مثلها، لا زلت الملاطف المكرم، والمواصل المتهمم.
وله من أخرى: أوصافك لعطرة، ومكارمك المنتشرة، تنشط سامعها من غير توطئة، في اقتضاء ما عرض من أمنية، وللراح - جعلت فداك - من قلبي محل لا تصل إليه سلوة، ولا تعترض عليه