تلك الصوالج [المنمنة] ، وأبدينا من المباسم تلك اللآلي المنظمة، ومال بغصنيهما الدلال، وألبسهما حلاهما الجمال، كيف يروعان النفوس إذا طلعا، وكيف يفعلان بالقلوب [80 ب] إذا افترقا واجتمعا، واذهب في الوصف مع الاسترسال، ولا تجر إلى التعمل والاحتفال، وزدني من حديثك يا سعد، وإن زدتني جنونا بعد، ولا تقل أنا مقسم البال مشغول، وفيما استفهمت عنه كلام طويل.

وله من أخرى خاطب بها الوزير أبا محمد بن عبدون من سرقسطة، ونقلتها من خط يده: نعم قد حم ما توقعنا من بين، وصار أمرنا أثرا بعد عين، وصرنا عنكم في الطرف الأقصى، وشطت بنا غربة النوى، وتساوينا على عارض الفرقة والأسى، " فمتى تقول الدار تجمعنا " - وقد نثرتنا الأيام فكيف تنظمنا - هذا بعيد والذي بيده كل شيء يدنيه، ومتعذر وهو جل جلاله ييسره ويسنيه، وعلى ذلك فأنا الآن بحال من بلغ أملا، واستساغ جذلا، ورضي بعض الرضى عن دهر صار للشمل جامعا، وقد كان اليأس منه واقعا، والحمد لله على نعمة جددها، ومنة أكدها، وهذه جملة موصولة منك يفصلها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015