الاستخلاص، ما يحول الآن بيني وبين التماسك، ويحمل نفسي على التهالك.

ومن أخرى: وظننت أني أول مخصوص بالمكاتبة، ومعتمد بالمخاطبة، فإذا أنا المنسي، وسواي المرعي، وغيري يعطاها ولا يسأل، وأنا أطلبها فأصرف بالخيبة وأخجل، وكلما رأيتها تفرق يمنة ويسرة، تقطعت نفسي عليها حسرة، فلولا العنوانات لادعيت فيها، واختطفتها من أكف آخذيها، لخجلي بين من كان يتوهم أني مختص بك وأثير عنك.

وأراني فلان كتابك إليه، فوقفت عليه، وفي صدره وصف خبرك، ولعله ما استهداه، ولا سألك إياه، وفي عجزه حثك له ولأشباهه على الرحيل، فيا ليتني كنت في جملة ذلك الرعيل، وقد تواتر النبأ من بر من أيده الله لك بأشياء تنكر إلا من مثله، وتستغرب إلا من فعله، والله يبقيك جمالا للدنيا، ونورا في فلك العليا، ولولاه ما رجت الهمم بشرا، ولا عرف الكرم إلا خبرا.

وفي فصل من أخرى: يا ليت شعري كيف أتغير على بعضي وأمنحه قطيعتي وبغضي، وما أظن إلا أنك داخل في جملة ومن يحب فيتجنى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015