من غير أن تنبه عليه، لأنا كل في جزءين، وجوهر تظاهر في شخصين، فشملنا جميع وإن تصدع، وشعبنا واحد وإن تنوع.

وفي فصل من أخرى: رأيت ما ذكرته من استقرارك في ذلك المحل الرفيع، واغتباطك بذلك الجناب [79 ب] المريع، عند صاحب المظالم، ونظام أشتات المكارم، الذي أعاد آثار الفضل معالم مشهورة، وأخبار الكرم مشاهد محضورة، أعاذ الله مجده من أعين العلوية، لا من أعين البشرية، وجعل له خاتمة إنعامه، التراخي في مدة أيامه، فحسبك إلى ما أجريت، ولا مزيد حيث انتهيت، فاشدد على التعلق به يدا، فلست تلقى بعده أحدا.

حل تلك الفقرة المتقدمة من قول المعري حيث يقول:

أعاذ مجدك عبد الله خالقه من أعين الشهب لا من أعين البشر

وله من أخرى: إذا أسيت لفراقك فإن في الباكين حولي تسليا، أو جزعت من رحلتك فإن في المصابين معي تعزيا، فما ارتحلت إلا عن من ودع بوادعك دينه ودنياه، وفارق بفراقك سروه ومحياه، لإحاطة العلم أن قد استوت بعدك الأقدام، وطمست من العلوم الأعلام، ثم تقضي لي مزية الاصطفاء والتقريب، بوفور الحظ منك والنصيب، فقد كان لي من أخلاقك الكريمة في الاختصاص، ومذاهبك الحميدة في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015