ذلك فقد تحسن في بعض الأوقات الصنيع، وتشعب الشمل الصديع، ولا تسأل عن حال استطلعتها فهي شر ما عهدت: من صبح لاح من خلال ذؤابتي، وتنفس في ليل لمتي، فأراني مصارع [آمالي] ، وكشف لي عن اسوداد المطالب، وأيأسني من قضاء المآرب، وعرفتني من مبادي العيش ما زهد في العواقب.

وله من أخرى: آيات مجدك ظاهرة، وأقمار سؤددك باهرة، والعيون إليها ناظرة، والهمم منها غائرة، وخطا الأيام عن نيلها قاصرة، وأقدام المساعي في مداها عاثرة، ولله عصر سبب فتح باب مخاطبتك، وزمن خلع علي حلة مواصلتك، ووهبي جميل العارفة بك.

وفي فصل [له] من أخرى: ورد كتابك فرفع مغضوض نواظري، وحرك سكون خواطري، وأقام عاثر همتي، وأعاد علي ذاهب منتي، ولما فضضته وجدته قد تضمن من تفضلك وتكرمك، وعرض من اهتبالك وتهممك، ما ينقطع جري القلم في مدى شكره، ويضيق ذرع البيان عن توفية نشره. وما ذكرته من صفاء الود، والوفاء بالعهد، فكل ذلك مصور في نفسي قبل أن تشير إليه، ومحيط به علمي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015