صفيا، وآتاه الحكم صبيا، فأفرده بجوامع الكلم، وجمع له ما افترق في الأمم، أن حصل في مجلس ملك أعلاه، وعقد بالجهل حباه، ثم قال قول علي رضي الله عنه [79 أ] وأرضاه: سلوني قبل أن تفقدوني، ولن تعدم مع هذا مطريا بالصواب، وقائلا: هذه الحكمة وفصل الخطاب، فاعجب يا سيدي لأمم، ضحكت من جهلها الأمم، وغلطت في ما لا تغلط فيه النعم، إلى أن نفقت عندها المحالات والأهذار، وبطلت بسببها القيم والأقدار، ولكن إن وقع الأمل سقط التعجب لأنه للقوم مثل، وللحال وفق وشكل:

فلم تك تصلح إلا له ولم يك يصلح إلا لها

وفي فصل من أخرى: ورد كتابك فنور ما كان بالإغباب داجيا، [وحسن عنك مشافعا ومناجيا] ، واسترد إلى الخلة بهاءها، وأجرى في صفحة الصلة ماءها، وعند شدة الظماء، يعذب الماء، وبعد مشقة السهر يطيب الاعفاء؛ ولا تعد [بعد] إلى هذا فيكفي ما يجنيه علينا حادث البين، حتى يزيده بقطع الأثر بعد العين. ورأيت ما وعدت به من الزيارة فسرني سرورا بعث من أطرابي، وحسن لي دين التصابي، فلم أتمالك أن استرسلت إلى المزاج، وتجليت في يد الارتياح، حتى كأنما أدار علي المدام مديرها، وجاوب المثاني والمثالث زيرها، ولعل الأيام تفعل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015