على الدهر أن يؤثر في ودك، أو يحل رباطا من عقدك، ولكني أقول مع هذا: واصل فقد أغببت، واعتذر بما أذنبت، وهات يا سيدي أخبارك التي هي أشهى إلى نفسي من عصر الصبا، وأندى على كبدي من نسيم الصبا، وجدد بك وبها عهدي فقد عفا منه رسم، ولاح عليه للقدم وسم.

وفي فصل: وعرفني بم تقطع دهرك، وعلى أي شيء تنفق عمرك، ونص على ما تجده عندك من العجائب، واستفدته بعدي من الغرائب، ولا تكتمني شيئا وابسطه المسهب، واشرح جميعه شرح المستوعب، تمح بذلك إساءة الإغباب، وتزل عني دواعي الاكتئاب.

وله من أخرى: وقفت على كتاب من لدنك قد اشتمل على كل بر وحفاية، وإشفاق [ورثاية] ، وتسلية تذهل عن سوء الحال، وتعد على الأيام بضمان إقبال، فذهب مستودعه بغمة النفس، وأدال من الوحشة بالأنس، وغلب الرجال على اليأس، وظلت حشاشة الهمة تتراجع، وخفضة الأمل تترافع، حتى كاد هذا يستقيل من عثار، وتلك تنثر بعد إقبار، وليس هذا بأول انطباق أعتم فطلعت له من تأنيسك مصابيح، ولا بأول غلق استبهم فتداركته من ألطافك مفاتيح، بل هي لبيض أياديك شوافع، ولسوالف مشاركتك توال وتوابع.

وله من أخرى: ولو رأيت فلانا وادعاءه، وزعمه أن الله اتخذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015