وأنت يا سيدي ممن يسر بما ذكرته، لأنك الولي الذي ل مرض بوده، ولا استحالة لعهده، ولا يوحشك ما سلف من عتب عليك، ومنفرة لك، وانقباض عنك، فمن ضن بالخلة نافس في الصلة، وقد عفا الله عما مضى، إن حققت الآن ما ادعيت، ووفيت بما منيت، فإنك عاهدت أن تستدرك من صلة المكاتبة على تنائي الأقطار، ما ضيعت منها مع تجاور الديار، وقد آن لك أن تزور كعبة الكرم، وتهاجر إلى مطمح الآمال [والهمم] ، وأن تلقى ملكا ليس كالملوك التي لقيت، ولا أحسبك ترى مثله ما بقيت، فبادر تغم، ولا تتأخر تندم.

[وله] من أخرى [في مثله] : كتبت وقد أدال الله من تلك الديار الموحشة بضدها، وأراح من [78 ب] مواطن الهون بفقدها، ونقل بفضله إلى حيث البر الباهر، والانعام غامر، والفضل في النقص آمر، والنبل على الجهل ظاهر، نعم: وحيث المجد شامخ البناء، والشرف عادي الانتماء، والسلطان رائع الرواء، والملك متناه في البهاء، وحيث [بحور] الكرم زاخرة، وسماء المجد ماطرة، إلى غير ذلك يطول عدة، ويعجز البيان حده.

وله من أخرى: أتراك ممن تغير، وفي جملة من تنكر، فنحتاج إلى استئلافك، ونأخذ في استلطافك -! أنا أكفيك مؤنة الجواب، في هذا الباب، وأخصم نفسي عنك، وأقيم الحجة عليها لك، فأجعل عذرك في الأشغال، ولا أنسبك إلى التغافل والإهمال، وأقول: بعيد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015