ووصلت ذلك بأن حسنت مذهب الاسترسال، واعتفيت من مؤنة الاحتفال، حسبما يوجبه تمكن الاتصال.
وله فصل: ووصلت الأبيات الرائقة تعبق في أنف المتنسم، وتشير لعين الناظر المتوسم، وتأملتها فرأيت نور الحكمة منها يتألق، وماء الطبع عليها يتدفق، وما أنا إلا غفل وسمته وسما باقيا، وعاطل طوقته [75 ب] طوقا باهيا، وبودي لو أغربت في الشكر، إغرابك في الشعر، واقتدرت على الجزاء، اقتدارك على الإطراء، حتى أصل إلى سبقك، وأقضي بعض حقك، وإذا كنت أقصر، ولا أقدر، فأنت بفضلك تتجاوز وتعذر.
وله من رقعة خاطب بها جماعة من إخوانه: كتابي هذا من وادي الزيتون، ونحن فيه محتلون، ببقعة اكتست من السندس الأخضر، وتحلت بأنواع الزهر، وتخايلت بأنهار تتخللها، وأشجار تظللها، تحجب أدواحها الشمس لالتفافها، وتأذن للنسيم فيميل من أعطافها، وما شئتم من محاسن تروق وتعجب، وأطيار تتجاوب بألحان تلهي وتطرب، في مثله يعود الزمان كله صبا، وتجري الحياة على الأمل والمنى، وأنا - أبقاكم الله - فيها بحال من طاب غذاؤه، وحسن استمراؤه، وصحا من جنون العقار، واستراح من مضض الخمار، وزايلته وساوسه، وخاصت من الخباط هواجسه، لا أبيت بليلة