والصعود، قلت لنفسي: بشراك، أسعفك الدهر بمناك، وسرك في بعض أعزتك وأرضاك، الآن آن للنحوس أن تدبر عنك إدبار المنهزم، وللنوائب أن تحذر منك سطوة المنتقم؛ وأذني في الاصغاء، إلى ما يطرأ من الأنباء، فلا تنفك مبهجة الأخبار تترى، ومثلجة المسار تتناصر وتتوالى، وكلما قيل قرع من الجاه ذروة، واستجد من العز كسوة، سرت العزة في خلدي، وطالت على النوب يدي، وحين صح تمكنك عندي، انبسطت إلى مخاطبتك نفسي، مذكرة لك في تنويهي وغرسي، إن صادفت من الزمان إسعادا، وملكت من إحدى الممالك قيادا؛ على أنك ممن لا تنسيه المعارف حال، ولا يلهيه عن الجميل إقبال، ولو استقل بك السرير، ودان لك الخورنق والسدير؛ ليأمن مسألتي الدهر المحيل فقد حسبتني أحاوله، أم أي حظ أجزل من إقبالك علي أتناوله - كلا والله، ما أسأل وقد نلت الرضى، ولا أجري بعد أن بلغت المدى، حسب يدي وما علقت، ولتقتنع نفسي بما رزقت، فلكل طلاب غاية، وللظفر بالمنى راية.

ومن أخرى: أي حمد يفي بمنن لك تسلفها ابتداء، وتتابعها ولاء، بلا وجوب يقتضيها، ودون سبب يستدعيها - بعيد علي أن تقوم لذلك قدرتي، أو تبلغه استطاعتي، وليس عندي إلا بذل المهجة فيما وصل بك، وضم إليك، وإرخاص النفس فيما أدنى إليك، وأحظى لديك. ووجدتك قد أشرت إلى عذر أعجلك في الكتاب، عن التعمل والإسهاب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015