وتتشوف اليه رتب المجد أن يعتليها، وكأني به قد أجنته الأماني ثمارها، وزفت إليه السيادة أبكارها، وقاه الله العيون، وحقق فيه الظنون، فما أنبل قدره، وأكمل سروه!!

وله من أخرى: إذا نجم الفضل -[أعزك الله]- من المعادن الشريفة، في المناصب المنيفة، ثم تحلى بحلية الآداب، ولم يتكل في العلا على بنية الأحساب، فلا غرو أن يكثر خطابه، لأن تعلق أسبابه، ويتنافس في عرفانه، ليحصل من معارفه وخلانه؛ وأنت - يبقيك الله - ذلك الضارب في الشرف بأرسخ عرق، الفائت في الفضل كل ذي سبق، تعرب عن ذلك الأخبار السائرة، وتنم عليك به الأنباء العاطرة، لا سيما بأوصاف فلان، لعلمه بحرصي على ذلك الأفق لا يزال يهدي إلي أخباره فيخصك بينهم من الخلال والمناقب، وحسن السير والمذاهب، ما قد شوق نفسي إليك، وملأ جوانحي حرصا عليك، وتمنيت لو حزت أسباب [75 أ] القدرة، بتنقلي إلى تلك الحضرة، ولم أتمالك أن خاطبتك خاطبا صلتك، ولست من الأكتفاء، وراغبا في خلتك، وإن لم أكن من النضراء؛ لا زالت تستخلص الأنفس شمائلك، وتقف عليك المودات فضائلك.

وفي فصل من أخرى: قد كنت - أعزك الله - متمنيا لهذه الأيام، كما يتمنى في المحل صوب الغمام، ومنتظرا لظهورك فيها، كانتظار النفس أعذب أمانيها، ولما أطلعت طلائعها السعود، واستمر بك الارتقاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015