ولم أجر فيه على المألوف المعتاد.

ووصل فلان، فلا والله ما رأيت أبنى منه لمجد، ولا أنطق منه بحمد، كلما اطمأن به مجلس لا يزال يثني، والأسماع إليه تصغي، حتى يجعل المحبة فريضة دين، ويمكن للقول من الأنفس أي تمكين، ثم تفرد في خلال ذلك من رشد الطرائق، وشرف الخلائق، وعلو الهمم، والتطبع بالكرم، بما يقضي أن للسيادة فيه أسرارا ستظهرها الأقدار، وينطق بها الليل والنهار، والرب تعالى يتم عليه يتم عليه مواد نعمه، ويوفي به على مطالع هممه.

وله من أخرى: وردني كتابك على حين كانت الأشواق تتوكفه، والأماني تتشوفه، فأيبهجني مطلعه، ولطف مني موقعه، وأجلت فيه ناظري فاجتليت لسان الود يبوح بسريرة الصفاء، ويعرب بحقيقة الوفاء، وعانيت نجي المقة كيف يساقي كأس المحبة صرفا، ويهز بألطاف الصلة عطفا، لله هو من كتاب أحضر وفد الأنس عندي، وجدد الجذل كعهدي، ورفع للأطراب ألويتي، وعطر بطيب الشمائل أنديتي، وبنفسي مهديه، وخاطر تلطف في معانيه، وراع برائعة أغراضه ومباديه، وإذ لا تسعف الليالي بتلاق يشفي، فالتناجي بمثله يتعلل ويكفي؛ لا زالت أسباب مواصلتك لي مؤكدة، ورسوم ملاطفتك عندي مجددة.

ورأيت من ذلك الفاضل سيرا تنتظر درج العلا أن يرتقيها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015