وأود لو أفادتني صلتك، حتى فتحت لذلك غلقا، ونهجت له طرقا، ومكنت من المعارض بالود، وسبب التناجي على البعد، فكان ما أتيته من ذلك بحسب البغية، وواقعا موقع الأمنية، وهكذا فعل من حوبي بالسعادة، وأنشى على السيادة، حتى فرع من المجد ذراه، واستولى من كل فضل على مداه؛ هنأني الله ما منحني من صفائك، وبارك فيما وهبني من إخائك.

وإن كتابك الكريم ورد، وعلمت ما وراء افتتاحك المكاتبة من ود صريح، وميل صحيح، وانجذاب جذبه لا محالة تجانس في الخلائق، وتشابه بين الطبائع، ولله ما أفادتني الأيام بك، وأكسبتنيه منك، ورأيت ما أشرت إليه من إجرائك إلى الصلة بيني وبين الملك الأجل المنصور - أطال الله بقاءه، ووصل اعتلاءه - ولا بد أن تسبب للمواصلة أسباب، وتنفتح للمداخلة أبواب، فيتسنى بذلك من تآلف النفوس كامن، ويكون الامتزاج ظاهرا كما هو باطن، وأنا أرغب أن تتناول ما بدأت من ذلك فتتممه، ولا تحل من عقد الوصلة يدك أو تحكمه.

وقد لقيت فلانا فرأيت لعمري فضلا رائعا، ونبلا بارعا، وحلاوة تستهوي، ولطافة من ذلك السرو تستملي.

ومن رسائله الإخوانيات

فصل له من رقعة: إذا صح الود ارتفع التصنع فيه، ولم تستخدم الأقلام في شيء من معانيه، ولهذا أضربت [74 ب] عن وصف الاعتقاد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015