وقد آلم وساء، وبلغ الباغي في النكاية ما شاء، ولكن أترى أن الحاكي لها ممن يتحلى بفضل، أو يرجح إلى دين وعقل - وهل يجوز أن يتسوق بمثلها إلا أوضاع الدنيا، وسقاط أتباع أولاد الزنا - وقصاراهم أن يتعرضوا للطخ الأعراض الطاهرة، ويتمرسوا بطعن على الفضائل الباهرة، بكذوب تلفق، ومحاولات تختلق وتنمق، فما أبعد جوازها على العقول، وأقل نفاقها عند ذوي التحصيل، وأخلق بها من شبهة أن تنجلي، ومن ضرم إحنة أن تنطفي.

ومن أخرى يصف خبر نكبته: ورأيت ما تعلق ببالك من معرفة حالي ومجراها، في حدها ومنهاها، وفي شرح ذلك خطب ثقيل، وشغب طويل، جملته: أن الذي كتب على لساني أوسعه ثلبا في قول تقوله علي، واستخفاف نسبة إلي، وعلم الله تعالى براءة ساحتي من ذلك، ونزاهة نفسي عنه، لكن الطبائع الخبيثة تقبل سريعا من أجناسها، ولم تزل تتزيد وتكثر حتى الاناء بما فيه، وأبرز ما كان ينطوي عليه ويحفيه، وليس عندي في ذلك أكثر من أن الأقدار تعمل أعمالها، وتظهر في البشر عللها وأفعالها، والذي يغمني من ذلك ويهمني جد لا ينفك من عثار، وحال لا تزال في خمول وإخمال، وقطع عمري في كد وذلة، وجهد وقلة، وتصرف لا ترضى به آلاتي، واتضاع ترفعني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015