وطالعتك أنت والإخوان ببعض أمري، وانتظرت صدر ذلك الإنسان، بأجوبة تفيد بعض السلوان، فلم يكن منهم إلا كل جاف جلف، لم ير في دينه المراجعة بحرف، فساء بذلك ظني، وقرعت على ما فعلته بالندم سني، وتصرف فكري في أن ذلك الرجل كان من معارف الرجس، فاتهمت أن الداخلة دخلت علي منه، ولولا ذلك لفجأك من التعب ما يرهق شمسك، ويصلح من روح الله يأسك، فعجل مراجعتي بجلية ما عنك من وصول الكتب أو غير ذلك، ولا تزد على ما في جوابك، فإني زاهد في قراءة كتابك، غير نشط لما يرد منك ومن سواك، ولو راجعتم عما أكتب بالضعف، عن كل سطر بألف.

وله من جواب على كتاب ورد عليه من بعض إخوانه بالعفو عنه: ورد جوابك الكريم فنفس من كربتي، وأنس من وحشتي، وروح عن قلبي الأسى، ووصل [بين] طرفي والكرى، بما أطلعته علي من الفرحة المستمطرة، والبشرى المنتظرة، في سكون ضجر المقتدر [بالله] وغضبته، ونزوله عن أكثر عتبه وموجدته [73 ب] وامتناعه بالقبول لإنابتي، والإصغاء إلى استلطافي واستلانتي، وما كان ليقطع عصمة من انقطع إلى علاه، ولا يؤوب بحسرة الخائب من أمله ورجاه، ورأيت ما لوحت به من الأشياء الموجبة للجفاء، على ذلك الإقصاء، وانها تواكدت على مر الأيام بأقوال مستبشعة، وبلاغات مستشنعة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015