إذا محاسني اللائي أدل بها كانت ذنوبا فقل لي كيف أعتذر

ومجلس الذهب الذي وصف أبو المطرف مجلس في دار السرور، أحد قصور المقتدر بن هود بسرقسطة، وفيه يقول ذو الوزارتين ابن غندشلب يهجو الوزير ابن أحمد، وكان ينبز بتحتون:

ضج من تحتون بيت الذهب ودعا مما به واحربي

رب طهرني فقد دنسني عار تحتون المئوف الذنب

وله من أخرى يصف ضيق المكان الذي أخرج إليه: فرق ما بين المكان الذي وردت عليه، وبين القبر الذي مآل الإنسان إليه، [أن] المقيم به والساكن فيه يدفن حيا، ولا يعلم من نور الدنيا شيئا، وأنا منذ احتلاله أفرغ من حجام ساباط، أركل وأضرب الآباط، وتارة ألعب بشطرنج ونرد، وتارة أطالع أخبار بشر وهند، وأخرى أيضا: أظل ردائي فوق رأسي قاعدا، أعد الحصى جاهدا، وأرمي بها صادرا وواردا؛ وكانت راحتي في مخاطبة صديق أجاذبه الكلام، وأقطع بمناجاته الأيام، ولكن من محن الدنيا ألا أجد من يتحمل لي كتابا؛ ولقد ظفرت بمن توجه إلى تلك الناحية فكتبت مخففا عن صدري

طور بواسطة نورين ميديا © 2015