من هذه النكبة غمرة يتطاول مداها ويمتد، وأصبر منها محنة تزيد مع الأيام وتشتد، وزادني قلقا ما حكاه لي فلان من [71 ب] خبر المقتدر في السبب الذي له جفيت، من أجله أقصيت، وذكر ذنوبا كانت مني، وأقوالا بلغه عني، منها تحصيل حركاته وأخباره، وتحريف ما كنت أشاهده في مجلسه الكريم من آثاره، وأراه، يذهب في تعديد ذلك ذهابا دل على حرد، وأنبأ عن سوء معتقد، فأزعجني الأمر إزعاجا يقتضيه تغير رأي مثله من الأملاك، الذين هم كالليل في الإدراك، وكالقضاء إذا شاءوا في الهلاك، ولم أجد لنفسي قرارا على تغيره، ولا هدوءا مع تنكره، وقد يجوز أن يكون للمبلغين في السعاية بلاغات محرفة، واختلاقات مزخرفة، تثير بسعيها حرجا، وتهيج أنفا، فمالي حرمت منه ما هو معلوم دون ملوك العصر، من سعة الحلم وكثرة الصبر - ولم عدمت عنده ما هو موصوف به من كظم الغيظ إذا أحفظ، وذكر الرضى إذا أغضب - بل كيف حتى خصصت وحدي من بين العالم، بأن يصغي في جهتي إلى النائم -! ولو رزقت من تأمله - أيده الله - ما أصغى إلى ذلك الناقل وما أنهاه، إذ الإفك ما حكاه، فلم يك من ذوي الأديان فيوثق في نقله، ولا من ذوي النصائح فيقبل من مثله، ثم من أعظم الخطوب ما أدرجه في أثنائه، من تعديد أياديه وآلائه؛ ونعم، أولى - أيده الله - وشرف ووجه، ونبه من خمول ونوه، ولست لكل ذلك بكاند، ولا لجميع ما أولاه بحاحد، ولو جحدت