لأقرت علي المذاهب، ولو سكت لأثنت لآلائه الحقائب، واحمد الله تعالى على ما اتفق لي عنده من هذا الاعتقاد في، والنظر بمثل هذه العين إلي، [هذا] مع فرط تحرزي وانقباضي، وتناهي تذللي وانخفاضي، وما جبلت عليه من سكون الطائر، وغص الناظر، وخزن اللسان، ومهابة السلطان، في السر والإعلان. وإذا فكرت في ذلك لم أستغربه، لما علمت من شقائي في جدي، وسوء أثر الزمان عندي، ففي مولدي أن تقسو على قلوب أستلينها وأستلطفها، وتعرض عني جوانب أستميلها وأستعطفها، وما زلت مذ كنت أعتذر مظلوما واسترضي متسخطا، وأداري متشططا، واضطر إلى الاقرار بأجرام لا أجنيها، والاستعفاء عن ذنوب لا أدريها، وكيفما دار الأمر، وتصرف بي الدهر، فإني لا أفارق عصمة ولائه، ولا أنحرف عن تأميله ورجائه، حتى يهب الله لي منه تأملا يستوضح به براءة ساحتي مما نمي اليه، وسلامة جهتي [72 أ] مما زور لديه، فيعود بي إلى المعهود من رأيه الجميل، ويوسعني ما أوسع الكل من طوله الجزيل، فلم يكن قدر ما نمي إليه لو قام عليه دليل يقنع، وظهر بصحته أمر لا يدفع، مما قدح في رياسته، وغص من نفاسته، فيؤيس من كريم عطفه، أو يضيق عن تغمده وعظيم صفحه. وأنا أرغب أن تلخص معاني كتابي هذا بفضلك وتعرضها عليه، وتأخذ جملته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015