وسلمت إلى له الأمر، وبيده النفع والضر، وإليه العطاء والمنع، وأنا في هذا الوقت منشرح الصدر، خلو من الفكر، وسبب ذلك كل خير من قبل فلان، فإنه لما علم كربتي، لم يزل يتلطف في صلتي، فلله هو إذا بهرج نقد، وقلل تحصيلهم في الفضل عد، ما أميزه بالدنيا، وأسراه في طرق العليا!! وما أعرفه من أين يؤتي [المجد] ، وكيف يقتنى الثناء والحمد! ومما أنفذت اليك من مخاطباتي تقف على انفراده بالفضل، وارتفاعه عن المثل.

ووردني كتابك فضاعف سروري أضعافا، ورد شوارد أنسي ألافا، وأمد ابتهاجي بأمداد، وأرادني من الجذل في أخصب مراد، ووقفت على جملة ما تجشمته، ولست أعارض بشكر إجمالك، ولا أطاول بثناء أفعالك، لأن العجز لاحق لي، والتقصير معصوب بي، غير أن مبدأ ما أنت بسبيله يقتضي أن تقف على منتهاه، وأول الأمر [فيه] يحفزك أن تنتهي إلى أخراه.

وله فصل في مثل: ما أظن أن لدجى حالي انبلاجا، ولا لكربة نفسي انفراجا، ولا إخال غمرات الهم تنجلي، ولا مدد النحوس تنقضي. ومن كانت له من الدنيا حظوة يصطفيها، ومكانه يستقر فيها، فليس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015