هات يا سيدي عتبك وعتابك، واشحذ للملام شفارك وحرابك، تجدني لاحتمالك عودا بجنبه جلب، وعليه من قراع الدهر ندب؛ على أني خلت أن الخطوب تبلغ بي رتبة من تعتد أنت عليه ذنبا، ويسمع من مثلك عتبا، ولكنها الأيام تأتي بغرائب، وتلد ما لا يحتسب من العجائب؛ وقد - وحياتك - جاشت هنا خواطري بالذم، وهمت نفسي بأن تفارق عادتها عن الكظم، لولا بقية بقيت من الخجل ذكرتني بالتمالك، وعرفتني مذهبي في التماسك، فأمسكت عليك احتسابا، ورجوت على حمل جفاء مثلك ثوابا، وأضربت عن أن أتكلف لك في شيء مما ذكرته [جوابا] ، إكراما لنفسي عن مجاوبتك، وتنزيها لها عن مساواتك ومماثلتك.

وله فصل من أخرى: كيف أكتب أو أعبر، وبأي ذهن أخبر وأستخبر، ومالي والله يد تجري بقلم، ولا خاطر يهتدي إلى كلم، وإن نفسي من التبلد والكهامة والأين، بحيث لا تخلص معنى ولا تجمع بين حرفين، وما حال من كلما هم بشيء باعده الدهر منه، وطردته الليالي عنه، وكلما قرع باب مطلب عارضه من الحرمان رد، أو ذهب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015