ايجاز القول عن امارة عبد العزيز بن أبي عامر

وابنه ببلنسية وأعمالها

قال أبو مروان [ابن حيان] : هو عبد العزيز بن عبد الرحمن بن المنصور محمد بن أبي عامر. كان الموالي العامريون عند ذهاب مجاهد عنهم قد أسندوا أمرهم إلى نفر من مشيختهم، فتشاوروا في ارتياد أمير من أنفسهم يعترفون له، فاتفقوا على ابن مولاهم عبد العزيز هذا إيثارا له على ابن عمه، محمد بن عبد الملك، وكان مقيما بقرطبة، وعبد العزيز بسرقسطة في كنف منذر بن يحيى [منذ التجأ إليه غب الحادثة بقرطبة، فدسوا إليه سرا من منذر بن يحيى] فأحكم له التدبير، وخرج سرا من سرقسطة، فلحق ببلنسية، فاستقبله الموالي العامريين أفواجا، وقلدوه رياستهم. وكان عبد [66 ب] العزيز هذا من أوصل الناس لرحمه، وأحفظهم بقرابته، ابتعثه الله رحمة للممتحنين من أهل بيته فآواهم، وجبر الكسير، واكتنف الطريد، ونعش الفقير، طول مدته، إلى أن بلغ من ذلك مبلغا أعيا ملوك زمانه. وخاطب لأول حينه الخليفة القاسم بقرطبة مع هدية حسنة وذكره بأيام سلفه، فقبل القاسم هديته، واعترف بوسيلته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015