وعقد من أعماله، وسماه المؤتمن ذا السابقتين، فتوطد سلطانه، واشتمل على خدمته أربعة من الكتاب حتى سماهم الناس الطبائع الأربع، وهم: ابن طالوت وابن عباس [وابن عبد العزيز] وابن التاكرني المذكور، كاتب رسائله ومكانه من الأدب والعلم والذكاء مكين، فانتشر كلامه، واعتلى ذكره، ولم تزل حاله تسمو حتى اتصل بوزارته فنال جسيما من دنياه.

فلما كان سنة اثنتين وخمسين اعتل علة أعيا علاجها، واختلفت نوبها، تطمعه تارة وتؤيسه أخرى، والإرتجاف لا يفتر عنه، إلى أن قضت عليه في ذي الحجة من العام، فاجتمع أصحابه على تأمير ولده عبد الملك، وقام له بأمره كاتب والده المدبر لدولته ابن عبد العزيز، [المشهور مع معرفته بابن روبش القرطبي، وكان موصوفا بالرجاحة، فأحسن هذا الكاتب معونته على شانه، وتولى تمهيد سلطانه، واستقر أمره على ضعف ركنه، لعدم المال، وقلة الرجال، وفساد أكثر الأعمال. وراعى هذا الكاتب] الشهم مدبر هذه الدولة في هذا المؤمر عبد الملك مكان صهره وظهيره المأمون يحيى بن ذي النون، إذ كان صهر عبد الملك أبا امرأته، المساهم له في مصاب أبيه، المعين له على سد ثلمه، الذائد عنه كل من طمع فيه، عند نزول الحادثة، من حضرته طليطلة إلى قلعة قونكه من طرف أعماله، للدنو من صهره عبد الملك، وبادر بإنفاذ قائد من خاصته وبالكاتب ابن مثنى إلى بلنسية في جيش كثيف، أمرهم بالمقام مع عبد الملك وشد ركنه، فسكنت الدهماء عليه. ومضى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015