من قبلي إليكم، ويفد منهم عليكم، من له المزية والظهور، والغناء المشهور، أولو البأس والنجدة، والثبات والشدة، والقلوب الأبية، والأنوف الحمية، يسمحون عنكم ببذل النفوس، ويقوم الواحد منهم مقام الخميس، تملئ العيون منهم قرة، والنفوس مسرة، وفي الثالث من [يوم] كتابي هذا ينفذ إليكم من الوزراء من تكون حركة الخيل معهم في زمان معروف، [واجتماعها] في مكان موصوف، إن شاء الله، ليصح عند العدو - قصمة الله - أن الأيدي قد ارتبطت عليهم، وأن الأعنة قد صرفت اليهم، وأن الوقت قد أزف، والغطاء قد كشف، فيا ليت شعري أين المفر، أم يقولون نحن جميع صبر، (سيهزم الجمع ويولون الدبر) (القمر: 45) .
انتهى ما لخصته من كلام أبي عامر، موجز الموارد والمصادر، ويتلوه مما يفي بشرط الكتاب من أخبار هذا الأمير عبد العزيز بن أبي عامر المذكور، وعبد الملك ابنه، صيابة دولتهم، اللذين جاءا في آخر الرعيل، وردا هذا الاسم على الخمول.