ومسارعا إلى نصرتكم، لما تأخر ذلك عنكم طرفة، ولا تلبث خطفة، لكن عوادي الفتن، وعوائق الزمن، منعت من العجلة قبل إحكامي لما حاولته من تأليف الكلمة، فرب عجلة تهب ريثا، ومن أعد للأمور عدتها، وأخذ لها شكتها، كان قيمنا أن يكون نظره نافعا، ودواؤه ناجعا. ولم أزل أحسم العلل، وأقطع [66 أ] بالفتنة دون الأمل، حتى لانت الأيام بالسماح، وسكنت بعد الجماح، وصار المسلمون إخوة، وفي جميل المعاشرة أسوة، وقبل الرمي تراش السهام، ويحسن التناول بقرب المرام، ورأيت ان استئلاف القلوب المتنافرة، وتواصل الأهواء المتدابرة، أقوى أسباب النجاح، وأشد الأعوان على الفلاح، فتأخرت عنكم متقدما إليكم، وتبقيت دونكم وافدا عليكم، ولم أقنع من الأمور بغير التحقيق، ولم أرض من المركب بالتعليق، وقد نفذت ثقاتي إلى الجهات لتخير الأجناد [وانتحال الأنجاد] ، ليكون جميعهم صفوة، ولا يشوبهم أحد من الحشوة، وشرطت أن يتوجه