خليلي إنسانان ديني علهما مليان لو شاء لقد قضياني
خليلي أما عمرو علمتها وأما عن الأخرى فلا تسلاني
وحق هذه النكت الكامنة في ضمير القوة أن تخرج إلى حد الفعل بمرة، ولا تلوى فتتراخى كأول وهلة، فيحتاج في المستأنف إلى عمل، ويعيد القضية جذعة من ذي قبل، والله تعالى يمسك رمق الإسلام في هذه البقعة، ويقيل عثرته بإلهام أهله إلى ما هم عنه في غمرة.
قال أبو الحسن [ابن بسام] : وذكر بعض الرواة من نقلة الأخبار أن الواثق لما رأى أحمد بن الخصيب الكاتب يوما يمشي بين يديه تمثل بالبيتين المتقدمين، فبلغ ذلك سليمان بن وهب فقال: أنا والله تلك الأخرى، إنا لله وإنا إليه راجعون، قالوا: فنكبهما بعد ذلك بأيام.
وله فصل من رقعة عنه إلى [ابن] مجاهد: [واتصل بي الحادث] على القاضي أبي العباس - رحمه الله - فقصم ظهري، وجل مصابه عندي، وعلمت موضع فقده من نفسك العزيزة - حرسها الله - وأشفقت من ذلك أشد الإشفاق، واحترقت نفسي [له] أبلغ الاحتراق، وعلمت أنه لا بد في مفارقة الإخوان وثقات الخدمة والأتباع، مع طول الصحبة وموافقة الطباع، من لوعة تلذع الكبد، وتفت العضد؛ لكن من كان