بشنان الشرك، واعتصامك بغير حبل الله، وإزعاجك بكتائب الروم، وإبراقك بالإجلاب على ملة التوحيد، وإيعادك بمدرك لا يضام يدرع لأمة العزم، ومحرب لا ينام يقتحم النار، ولا يجتنب العار، فاتق الله يحميك، أليس الله بالمرصاد، أم اتخذت على الغيب حميلا، وأتيت على الحجج ظهيرا - وكفاك بهذا البيان سحرا في باب الجدل، وحسبك به فخرا على من تقدم وتأخر، وأما التخويف من اقتراب الساعة بزلزلة الافرنج دفعة، ونتق الجبل فوق رءوسنا كأنه ظلة، فنازلة تحرك لها حوار الإيمان [فيحن] ، وطامة كبرى يعج لها الإسلام ويضج، فبعضهم أولى ببعض (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) (المائدة: 51) بحكم النص؛ فدع ضرب مثل السوء [64 ب] لنا، وعد إلى ما هو أليق بكم وبنا، فعلى الانصاف من نفسه أدلة واضحة، وعلى الحق بين المنصفين سبيل لائحة، واذكر شئون أحوالنا الأول، ورفرف بخوافي الرجاء وقوادمه على أيامنا القدم:

وقل لخيال الحنظلية ينصرف إليها واصل حبل من وصل

فلا أعرفني إن نشدتك ذمتي كداعي هديل لا يجاب ولا يمل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015