ولا يغررك ذو ملق وبشر ... يقول وليس يعدو أن يقالا فتحت رغوة التصنع لبن صريح، وعلى أديم التحقيق شعار سليم، وبين أثناء المناقلة جد كالقدر ينزل بكرة وأصيلا، وفي تضاعيف المساجلة هزل كالنسيم الخصر يهدي الشفاء قليلا قليلا، وفي استرسال الصديق سلوة بالغة، وجنات عتابه حلوة سائغة، وان أنحيت فيه على خشن مبرد، وأرجحت شمائلك التي هي جامد البرد، ودب بشرك منه بنفس متدارك، وأثرت عنه بغير الكلم وهو بارك، وساورتني ضئيلة بيانك، وألقيت السلم إلى سلاطة لسانك، وبرئت إليك من عهدة قصري عن ساحة طولك وعرضك، وشهدت لك تطامن سمائي عن قرارة أرضك:
فما حسن أن يمدح المرء نفسه ... ولكن أخلاقا تذم وتمدح وكل ذلك لأشق كمامة صبري لك عن زهرة كلفي بك، وأتدرع مفاضة الاحتمال منك جنة بيني وبين الشماتة فيك، هذا - أعزك الله - حكم الصداقة التي وضعت يدك على رمتها، وخلعت نجاد هواك على قمتها - فان أسمح قيادك، وأنس شرادك، وأجريت في روح الإخاء نفسا، وجررت على أديم الوفاء يدا ملسا، فبجميل ذكرك أبدأ وأختم، وفي حيز رضاك أطير وأجثم. وأما قعقعتك أبا عامر