عدوان، فأخلق بلأمة العزم لأن يتدرعها مدرك لا يضام، ومحرب لا ينام، يقتحم النار، ولا يخشى العار، في يوم لا تطلع شمسه، ولا يذكر أمسه:

تبدو كواكبه والشمس طالعة لا النور نور ولا الإظلام إظلام

وحينئذ تستغرب ما إليه أشرت، وتستهل ما منه حذرت، من استعمال العقير البرشلوني على ما نهجت الحكماء عند إعضال الداء، من استعمال السموم في أثناء الدواء، ليتفق مزاجها، وينفذ علاجها، فان كان ما يحاولونه من التدبير، سببا لذلك العقير، فهو قريب عتيد، وإن كنتم على ما عهدنا فهو من جهتنا نازح بعيد، وهذه جملة مفصلة، وحقيقة محصلة، فإما ألفة وانتظام، واتفاق يحيي رمق الإسلام، وإما داعية تلف، وراعدة صلف، وهنالك تزل القدم، ولا ينفع الندم.

فراجعه ابن عباس أيضا [64 أ] برقعة يقول فيها: التصدير - أعزك الله - ب " كتابي " و " كتبت "، وتوشحهما ب " كان " و " كنت " بشر يرف على صفحة التملق زبرجة، وسراب يحسبه الظمآن ماء فيستدرجه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015