فهو أراف بخلقه من إسلامهم للمهالك، وطار النبأ إلي، وسقط الخبر علي، فبلغ عز وجل، من الكفاية غاية الأمل، وخاب سعيه، وفال رأيه، وندم ولات حين مندم، فتحركت مني الرحمة التي قطعها، وحنت الرأفة التي نبذها وخلعها، فعفوت [عنه] واعتلق بحبل الإنابة، وأسرع الدخول في باب الإجابة، وهو منطو على شر ضمائره، ومسر لأخبث سرائره:
وأظلم أهل الأرض من بات حاسدا لمن بات في نعمائه يتقلب
وقلبت توبته الظاهرة، وأقلت زلة قدمه العاثرة، ولم أخله فاضل اهتبالي واعتنائي، ولم أمنعه غير قربي ولقائي، فأطغاه ذلك وأبطره، وأطمعه في نيل ما كان أضمره، فرام التي لا شوى لها ولا بقاء معها:
أريد حياته ويريد قتلي عذيرك من خليلك من مراد
* *
سبكناه ونحسبه لجينا فأبدى السبك عن خبث الحديد
ولعمري لئن أجلته آباء سرو وصدق، لقد سرى فيه للخؤولة لئيم