طبع وعرق، ولا غرو في هذه الحال، فقد يستحيل الزعاق من الزلال، وينام عرق الأب ويسري عرق الخال:

وأول خبث الماء خبث ترابه ... وأول خبث المرء خبث المناكح فعاقد سقاطا من خساس صبيان العبيد المتصرفين في أحط المراتب عندي، المنحطين عن الكون في جملة جندي، إذ لم يجد مساعدا على هذه القضية، من فيه أقل مسكة وبقية، فاستهوى ضعف عقولهم، واستنفر قليل تحصيلهم، وسلحهم بسلاحي، وراشهم بفضل جناحي، ودعاهم إلى عصيان ربهم وأمري [44أ] والتعرض لهتك سلطانه وستري، وتسنموا منيف الأسوار تنسم الوعول، بعد أن سقاهم صرف الشمول، التي تذهب بوافر العقول؛ يظنوني نائما ويحسبوني غافلا، والله ليس بغافل عما يعمل الظالمون؛ وكان عدد الفتيان الفجار، كعدد خزنة أهل النار، فأطلعني الله تعالى على حسهم، وأسمعني خفي ركزهم، فثرت من الفراش، رابط الجاش، فولوا على الأعقاب حين رأوا شخصي، متساقطين على الأذقان إذ سمعوا صوتي، وعاد الخائن الحائن إلى سور المدينة بعد أن خرق اليه، ورائد الموت يجول بين عينيه، فغير بعيد ما أسرته الخيل أسرا، وقيد إلي عنوة وقهرا، وكذلك شيعته المارقة، وصحابته الجانية الفاسقة، فلم يفلت منهم بحمد الله أحد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015