لكن اجتزيت، بمن سميت، وأي عذر [يقوم] لمن مكنه الله في بلاده، وحكمه في عباده، ألا ينفذ حده الذي حده، ويؤثر فرضه الذي فرضه، (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) (المائدة: 47) ولولا عقاب المسيء، لقل من لا يسيء:

والظلم في خلق النفوس فان تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم

ولا غرو ان أسهبت وأطنبت في خبر المغرور، فانها نفثة مصدور، وما أطقت تجرع الغصص [في كتم هذه القصص] التي فيها عبرة لأولي الألباب، وما كان هذا الذي طرا، حديثا يفترى، ولا هذا الذي طرق، نبأ يختلق.

ومن رقعة أخرى أيضا في ذلك مجهولة [القائل] : المحن على ضروب، والنوائب تجري بمعضلات الخطوب، فتفجأ بالرقم الرقماء، وتطرق بالداهية الدهياء، وتأتي بالغريبة الشنعاء، فلا واقي سواه، ولا مجير من بغتاتها حاشاه، وهب الحازم ارتقب الخطوب معدا لها من سننها، ولقي المكاره بسلاحها وجننها، كيف له بعلم خفيات الضمائر، وخبيئات البواطن والسرائر - إلا أن لطفه الخفي، وصنعه الكافي الحفي، يكلآن من توكل عليه، ويعضدان من اعتضد به [واستند إليه؛ وكنت] قد اختصصت ولدي الخائن الجاني إسماعيل بضروب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015