ونفوسهم تودع أجسادها، وتستحث آمادها:

وضاقت الأرض حتى كان هاربهم إذا رأى غير شيء ظنه رجلا

ولم يمتروا الأرض قدرة القدير، تنقض التدبير، ولله عاقبة الأمور. وما كان رجاء القوم، إلا استغراقي في النوم، وأيقظني القدر، وما بي من حذر.

وفي فصل: فلما رأى اللعين أن سهمه قد طاش، وقد راش منه ما راش، وأيقن أنه حريق ناره التي سعر، وغريق تياره الذي فجر، شرد شراد الظليم، على حين لا حليف ولا حميم، وترامى من شرفات القصر، ترامي المذعور بالقسر، وهو ينشد:

إذا لم يكن عون من الله للفتى فأكثر ما يجتني عليه اجتهاده

فأعجلت إليه هنالك من عثر وشيكا عليه، واستاقه استياق العاني، فيا وقفة المذنب الجاني، يشكو إلى من يصم عنه، ويتبرأ منه، وسيقت بطانته أسارى، من غير خمر سكارى، فأقروا بما دبروا، فالحمد لله جاعل تدميرهم في تدبيرهم، وإبادتهم في إرادتهم، ومن حفر لأخيه [بئرا] سقط فيها، واستحضرت مشيخة العلماء وجعلت الأمر بينهم شورى، إشارة للعدل في القضا، واتباعا لأمر الله تعالى في الغضب والرضى، فكلهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015