خبره، وقفوت أثره، بخيل كالسيل بالليل، تعجز طالبها، وتدرك هاربها، فلم ينتبه إلا وقد أحيط به، ففزع إلى الاعتراف، وهو يذهب بالاقتراف.

[وفي فصل] : ومداراة الحية كيف تنفع، وهي إذا أمكنها اللسع تلسع؛ ولما أبى إلا الإباء، وأسر الشحناء، وحاول العظيمة، وتناول الجريمة، وكاد - وايم الله - يهدم بنيان الله، لولا دفاع الله، ألف أغمارا من العبدان كانوا عكوفا عليه، ورتبا حواليه [42أ] وأطمعهم في ما صرعهم، وأكثر المطامع، تئول إلى المصارع، ولو أنهم أيقنوا أن أنفسهم نعوا، وإلى دمائهم بأقدامهم سعوا، لتثبطوا، وما تورطوا، لكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا، وإذا حان الحين، عميت العين، ورب ساع بقدمه، على دمه، فلما جن عليه الليل، والليل أخفى للويل، تساقوا بينهم المدام، ليقدموا بها أشد ٌقدام [ورب إحجام أنجى من إقدام] ، فأخذوا الثبات، وعقدوا النيات، وتسوروا الأسوار، وتخطوا غير ما دار، وداعي الهوى يدعوهم، وحادي الردى يحدوهم، وقد اعتقلوا الردينيات، وتأبطوا الهندوانيات، وشمروا ذيلا، وادرعوا ليلا، واقتحمواالمهالك، في أضيق المسالك، وترقوا الجدران، بأشد تمرد وعصيان، فسقط العشاء بهم على سرحان، فما تمالكت أن سمعت حسيسهم، ولحظت شخوصهم، فملئوا فرقا، وتصيروا فرقا، أيدي سبا، يجدون هربا، ويرومون الخلاص، ولات حين مناص

طور بواسطة نورين ميديا © 2015