لأخماس، ويكيدونه بكيد الوسواس الخناس، حتى أوردوه أنشوطة، لم يكن مثلها أغلوطة، هوى به الهوى هوي الدلو أسلمه الرشاء، ولا غرو فقد تعدي الصحاح مبارك الجرب، وذلك أني لما أرضعته لبان مقتي، وملكته عنان ثقتي، وأدنيت زلفته، وأبديت رفعته، وأقبلته عين القبول، وأحللته مني محل الصلة من الموصول، وقلدته أعنة السياسة، ووسمته بسمة الرياسة، وأوطأت عقبه الرجال، وتجاوزت به حدود الآمال، نقلا من حال إلى حال، حتى مدت نحوه الأعناق، وسارت بذكره الأفذاذ والرفاق، ونيطت به الآمال، ولاذ به الأمال، وجعلت السيف والقلم من خدمه، ووضعت الوجوه تحت قدمه، يقول فيسمع لمقاله، ويصول فيرتاع لمصاله، حتى لقد كادت الأقدام أن تستوي لولا فضل الأبوة، ونقص البنوة، فلما رأى الدولة قد ألقت إليه بأزمتها، وأقادته بأعنتها، استأسد وتنمر، واستشعر الأشر والبطر، وحاول الشفوف، وربما كان فيه الحتوف، ونزع إلى الاستبداد، منزع الغبي إلى العناد، ورفض الحقوق، وآثر العقوق، وكفر بالنعمة ونام عن شكرها، فطويت عنه بأسرها، والشكر للنعمة نتاج، والكفر بها رتاج.

[وفي فصل منها] : فعلت مرمى قوسه ومنزع سهمه، كأنما كنت نجي سره، وولي أمره، وقد تبصر الظنون بغير عيون، فتتبعت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015