من لا يامنها، وأي أمان، من زمان، يدب دبيب العقربان، ويثب وثوب الأفعوان، ما أمكنها إمكان وعن لها مكان، ويسعى بالنميمة، بين الفروع والأرومة، وهيهات أن تصطفى حية رقشاء لين مسها قاتل سمها، يهوي إليها الجاهل، ويحذرها العاقل، وأي ناج من بأسها، ولو كان في سويدائها، هي والله ما علمت وتعلم، قريبة العرس من المأتم، هكذا عرفت، وبهذا وصفت:

ومكلف الأيام ضد طباعها ... متطلب في الماء جذوة نار وفي فصل منها: وإني منيت - أيدك الله - من زمني الخؤون، بشقيقة المنون، وكادت تكون، فيا لها [من] حادثة عظمى، وصدمة صما، كدرت شربي، وروعت سربي، واعجب لسهم رمي به راميه، ونصل دهي به منتضيه، أشد ما كان له استبصارا، وبه انتصارا، [وعليه اقتصارا] ، وليس يمكر من الأزمان، عكس الأحوال وقلب الأعيان؛ وتفصيل هذا المجمل، وإيضاح هذا المشكل، الذي رمزت بذكره، وعرضت بأمره، أن العاق المشاق، الجلف السفيه، المتمذهب بغير مذهب أبيه [41ب] ومن سلف من منسليه، ابني إسماعيل، الفاعل بي أسوأ الأفاعيل، أحدث حدثا أشنع، مثله يستفظع، بما كان منه، واستذاع عنه، من استهانة عقوقي، واطراحه حقوقي، وشذوذه عن أشكاله، وعدوله عن سنن آله، وإن جمعه بي منسبه، فقد نفاه عني مذهبه، كالذي استواه الشيطان، كأنما اقتاده في أشطان، وإذا قضى القدر، عشي البصر، وما جرأه على قبح فعاله، ومجانبته المعهود من حاله، إلا قرناء سوء قيضوا له، [إذ] جعلوا يضربون له أسداسا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015