فصول من جملة رقاع لغير احد في ذلك
فصل من رقعة لبعضهم يقول فيها: ما أبصرك - أيدك الله - بل أذكرك! وكيف يوقظ اليقظان، وينبه النبهان، وحاشا أن تعلم الخمرة العوان، إن الدنيا على الغير موضوعه، وعلى المكاره مطبوعة:
ألا إنما الدنيا غضارة أيكة إذا اخضر منها جانب جف جانب
ونقل الطباع لا يستطاع، ولا تبديل لحكم الجليل، والدنيا منكرة لمتعارفيها، مسلطة بنوائبها على بنيها، المتهالكين فيها، لاسيما الأحرار، فإنها تطالبهم بثار:
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت له عن عدو في ثياب صديق
ومنها: وماظنك بدنيا قلما تسمح بحبرة، إلا أتبعتها بعبرة، ولا تجود بمنحة، إلا كدرتها بمنحة، ولا تسقي شرابا، إلا شابته صابا، ولا تهب نسيما، إلا قلبته سموما، تكاد تسوء بالساعات، وقلما تسر إلا في الفلتات، ثم تغري بنا الآفات:
ومن يأمن الدنيا يكن مثل قابض على الماء خانته فروج الأصابع
وفي فصل: والأنام أغراض، لسهام الأعراض، قلما تتخطاها إن فوقت، ولا تخطئها إن رشقت، وقد يمقها من لا يثقها، ويتيامنها