وأيأسك منه بقبيح فعله، وأسلاك عنه بعظيم جرمه، وكنت معه والله مع غيره، وأردته وأراد الله سواء، ولا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع:

وليس لأمر حاول الله جمعه مشت ولاما شتت الله جامع

وقال الله تعالى لنوح عليه السلام بعد قوله (إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح) (فلا تسئلن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين) (هود: 46) وقوله للخضر عليه السلام (فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما) (الكهف: 81) :

وكل مصيبات الزمان إذا أتت فهن سوا ما لم يصبن صميمي

وما زادت هذه على أن وقى الله صميمك، وصان حريمك.

قال ابن بسام: ولما [40 ب] أنشأ أبو محمد رسالته المتقدمة الذكر، تناغت لمة من كتاب العصر في معارضتها، وقد ذكرت بعض من أجاب عنها، وأذكر أيضا فصولا لمن انتصف على زعمه بالمعارضة منها، منهم من أفردت فصلا في ذكره، ومنهم من لم يقع إلي شيء من أمره، فلم أجد إلى ذكره سبيلا، ولا على موضعه من الصناعة دليلا، وكنت جديرا بتأخير رسالة من أفردت في ذكره فصلا، حتى أقبسها له لألاء، وأضعها في يده لواء، ولكن أذكر الشيء بما تعلق به، أو كان من سببه، لأقيد ما شرد، وأنسق ما تفرق وتفرد.

وله: أتم الله أيها الأمير، الجليل مجده، الجميل معتقده

طور بواسطة نورين ميديا © 2015