مقتلها، وسبق الخبر بأنه قد أنهض نحوها ولده إسماعيل المتسمي بالمنصور خليفته وولي عهده، وهو النار في احجارها مستكنة، ولا يشك أنه أرسل منه على قرطبة شواظ نار لا يذر منها باقية، فنفس الله مخنق أهلها بما نقض تدبيره وثنى عزمه، فأقصر صاغرا. فجرى من قدر الله الذي لا يغالب أن كره هذا الفتى ما حمله عليه والده من ذلك، وهاج منه حقودا كانت له بنفسه كامنة، جسرته على معصية أبيه، وانصرف من طريقه لأمر اختلف فيه، فقيل إنه استوحش منه لمكروه كان أحل به أبوه بين يدي إخراجه إلى عدوة قرطبة لما قدر الله من حتفه، وقيل بل عظم عليه أمر الهجوم على مثل قرطبة لقلة من معه