المودود، إلى حال الواتر الحسود، والثائر الحقود، واعتبر في ورود المساءة من موطن المسرة، وطلوع المحنة من أفق المنحة [وانعكاس بعض الهبات خبالا، والأعطيات وبالا] . وقد أربت هذه الحال على كل من جرى له أو عليه من الآباء والبنين، عقوق من السلف المتقدمين، فلم يكن أكثر ما وجدناه من ذلك في الأخبار والآثار إلا استيحاشا وشرودا، ونبوا وندودا، إلا ما شذ لأحد ملوك الفرس وآخر من [ملوك] بني العباس، وجمع هذا اللعين في إرادته ومحاولته بين الشاذ النادر، والمنكر الدائر، وزاد إلى استباحة الدم، التعرض لإباحة الحرم، وإلى ما رام من إتلاف المهجات، التسامح فيما كان يجري على العورات المصونات، [ولولا دفاع الله تعالى لامتدت أيدي السفال فضلا عن أعينهم، واتسع خرق لا قوة على رتقه معهم، وقد قيل:

هو الشيء: مولى المرء قرن مباين ... له وابنه فيه عدو مقاتل] وهو زمان فتنة، وشمول إحنة ودمنة، والناس بأزمانهم أشبه منهم بآبائهم، وأصدق من هذا قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم) (التغابن: 14) .

[وقد استجلبت من الغرب ابني محمدا، ملتزم شكرك، ومعظم قدرك، - وفقه الله - لأقعده مقعده، وأسد به مسده، وأرجو أن يكون أوطأ أكنافا وجوانب، وأجمل آراء ومذاهب، وأحمد أخلاقا وضرائب، والله أسأل الخير في ما آتي وأذر، وأقدم وأؤخر] . نفثت - يا سيدي - نفثة مصدور، وأطلت في الشرح والتفسير، خروجا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015