من فيه أدنى رمق وأقل مسكة، ثم سقاهم الخمر وسقى نفسه ليجتري ويجريهم، ويحول بينهم وبين أدنى ميز لو كان فيهم، وسلحهم بضروب من الأسلحة المتصرفة في أماكن الضيق والسعة، وطرق القصر في بضع عشرة منهم، وتعلق معهم الأسوار والحيطان، وتسنم بهم السقوف والجدران، يروم في القضية العظمى، والطامة الكبرى، التي قام دونها دفاع الله تعالى، فشعرت [بالحركة] وخرجت، فلما وقعت [عينه و] أعينهم علي تساقطوا هاربين، وتطارحوا خائفين خائبين، وإنما كان رجاؤهم أن يجدوني في غمرة الكرى، أو على غفلة من أن أسمع وأرى، ففالت بحمد الله أراجيكم، وضلت أعمالهم ومساعيهم، وأعجلتهم عواقب كفرهم وتعديهم، وخرق اللعين سور المدينة فارا بنفسه [وأخرجت الخيل في أثره] فلحق غير بعيد، وسيق إلي في حال الأسير المصفود، وكذلك سائر الجناة، وباقي العصاة، أظفر الله بهم [ومكن منهم، وأعثر على جميعهم، فلم يفلت منهم أحد، ولا فات منهم بشر. ولقد اتفق من صنع الله الجميل من في غدر وختر، أن فر اثنان منهم فتجاوزا وادي شوش من شرقي قرمونة، وكنت قد أخرجت خيلا للضرب على بلد باديس، فخرجا هنالك إلى أيدي تلك الخيل وهي منصوفة بما غنمت ولا علم لهما بما وقع فثقفوهما واستاقوهما؛ وحصل في قبضتي جميع الصبيان من العبيد المذكورين] وأقمت حدود الله تعالى على الجميع منهم، وأنفذت حكمه العدل فيهم [والحمد الله كثيرا] . فاعجب يا سيدي لأبناء الزمن، وأنباء الفتن، وانقلاب عين الابن [37ب] المقرب