الازدياء، وأحب الانفراد والاستبداد، وقيض له قرناء سوء أعدوه وأردوه، وأتيح له جلساء مكر أغروه وأغرووه، وأشعروه الاستيحاش والنفار، وزينوا له العقوق والفرار، لينفرد وينفردوا معه بالبلد، ولا تكون على أيديهم [فيه] يد أحد، فخرج ليلا بأهله وولده خروجا [شنيعا] فتق فيه قصري، وخرق به حجاب ستري، يؤم الجزيرة الخضراء وما يليها، ليتملكها ويعيث فيها، وكنت غائبا على مقربة، فورت وطيرت في الحين إلى الجهة من يصده عنها، ويمنعه منها [فسبقه الخبر، وفاته الوطر، وأوى إلى قلعة ذي الوزارتين القائد أبي أيوب ابن أخي حصاد سيدي، وأفضل عددي - سلمه الله - فوجهت إلى اللعين أعرض عليه قبول عذره، وسربت الخيل مع ذلك للاحاطة به وحصره، حتى ألجاه ذلك إلى التنصل والاعتذار، وأجاءه إلى الإقالة والاستغفار، فأقبلته وقبلته] وعفوت عنه، وأغضيت على ما كان منه، وصرفته إلى جميع حالة وماله، ولم أؤدبه إلا بالإعراض والهجران، وإن كنت قد أنسته مع ذلك بمزيد الإنغام والإحسان، فإذا به كالحية لا تغني مداراتها، والعقرب لا تسالم شباتها، وكأنه قد استصغر ما أتى، واحتقر ما جنى، فردى، وسدى، ما صارت به الصغرى التي كانت العظمى، فلم أشعر به إلا وقد ألف أوباشا من خساس صبيان العبيد الممتهنين في أدون وجوه التصريف، إذ لم يطمح اللعين أن يساعده على هذه الفتكة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015