وتجاوز بها إلى من نشأ الحلية، وما حماها عنده من الظباء ثدي ناهد، ولا شفقة الوالد.أخبرني من لا أرد خبره من وزراء اشبيلية قال: شهدنا مجلسه بعد ثالثة، من هذه الحادثة، ووجهه قد اربد، وود كل واحد [منهم] أنه لم يشهد، ولم يزيدوه على السلام، وأرتج عليهم الكلام، فصوب فيهم وصعد، وزأر كالأسد وقال: يا شامتين مالي أراكم ساكتين، اخرجوا عني. فقام كل يجر ساقيه، ولا يقدم أحد أن يطرف بشفره إليه، فلما صرنا بباب القصر، دعا بنا فانصرفنا، وأذن لنا في الجلوس فجلسنا، ثم خرج أمره بأن يحضر الكاتب ابن عبد البر، فدخل، ومجلسه قد احتفل، وقال له: اكتب إلى ابن أبي عامر، وحلل دم الخائن الغادر، وكلاما هذا معناه. وجاءه الغلام بجلد الرق الدواة، والوزراء والخاصة جلوس بذلك المقام، وقالوا في أنفسهم: ما عسى أن يتجه لابن عبد البر من كلام، على هذه الحال، لاسيما على الارتحال؛ قال المحدث: فسوى الجلد، وجعل يستمد ويكتب، وعين المعتضد فيه تصعد وتصوب، فلما فرغ منه أسمعه ذلك إلى آخره، وخرجوا عنه وهم يرون أن ابن عبد البر من آيات فاطره، وكان [قد] قال في ذلك الرقعة [بعد الصدر] :