نفسي في التأويل تارة، ولا أقارضهم عن شيء مما يطالبونني فيهم مساترة ومجاهرة، مع إمكان المقارضة سرا وعلانية، طاعة مني لعواطف النفس، في الإبقاء على الجنس، ما وجدت إلى الإبقاء سبيلا، وعليه معينا، [36أ] وكنت أرجو مع ذلك أن يثوب ثائب استبصار، ويخطر خاطر إقلاع وإقصار، فلا والله ما يزدادون إلا تماديا في الإضرار؛ والعجب كل العجب أنهم يمالئون علي أعداءهم المنابذين، وواتريهم المطالبين، الذين صيروا ملأهم بددا، وعصاهم قددا، واستباحوا دماءهم وأموالهم، وغيروا آثارهم وأحوالهم، وجاهدوهم جهاد الكفار، وسامهم سوم أهل الذلة والصغار، فكفكفت عنهم غربهم، وشغلت عنهم بنفسي حربهم، ولو أغمضت فيهم، ولنت لواتريهم ومطالبيهم، لما كانت صدور مجالسهم ومجامع أنديتهم، لأفراسهم إلا مرابط، ولا عاد آهل دارهم وعامر أفنيتهم لخليلهم إلا مسارح وبسائط، فما ظنك ببصائر تقلب - في طلب الثار، ومنابذة العدا الفجار - الطبائع، وتغلب - في مهاجرة الخوارح المراق، الروافض الفساق - الشرائع، فاعجب لهذا الاعتزاء بالمخالفة، والانتهاء في المكاشفة.

وله عنه رقعة أقتبضتها تخفيفا للتطويل، شرح فيها قتله لابنه إسماعيل. قال ابن بسام: وكان عباد قد ألحق يومئذ بابنه حاشية وأبلغ في المثلة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015